أقسمت لا أنزل حتى يهزموا ... أنا ابن معدي كرب فاستسلموا
فارس هيجا ورئيس مصدم
فقتل قيس بن معدي كرب وارتدّ الأشعث بن قيس عن الإسلام. وغدر محمد بن الأشعث بمسلم بن عقيل بن أبي طالب، وغدر عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث يوم دير الجماجم، وأتيح له غادر فأسلمه، وهو رتبيل ملك الترك، لجأ إليه لما انهزم من حرب دير الجماجم فغدر به وسلّمه إلى أصحاب الحجاج، فألقى نفسه في طريقه من سطح فمات.
«36» - ذكر هشام بن محمد بن السائب الكلبيّ أنّ بابك بن ساسان كان يغشى البيت، وآخر ما زاره دفن فيه غزالا من ذهب عيناه ياقوتتان [1] ، وفي أذنيه شنفان من ذهب بدرّتين، والسيوف القلعية التي لم تكن إلّا لفارس، وهو الغزال الذي سرقه أبو لهب، وذاك أنّ أبا لهب كان يشرب ومعه ديك ودييك، موليان لخزاعة، فنفد شرابهم فقال أبو لهب: والله ما نعوّل على شيء إلّا على غزال الكعبة، فسرقوه، فعظم ذلك على قريش وقطعوا الموليين ولم يقووا على أبي لهب لمكان بني هاشم، وفيه يقول حسان: [من البسيط]
أبا لهيب فبيّن لي حديثكم ... أين الغزال عليه الدرّ من ذهب
«37» - كان لعمرو بن دويرة البجلي أخ قد كلف ببنت عمّ له، فتسوّر عليها فأخذه إخوتها وأتوا به خالد بن عبد الله القسري، وسرّقوه، فسأله فصدقهم