إذا اجتمع العشائر واستكفّوا ... فجامعني إلى ظلّ اللواء
فقال أبو موسى: إني لم أرد بأسا يا أخا باهلة، فقال الباهلي: وأخو باهلة لم يرد بأسا يا أخا الأشعريين. فبلغ الخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان لا يخفى عنه ما يجري بين الناس، فكتب إلى أبي موسى يلومه ويأمره أن يعرف لأهل البلاء بلاءهم وينزلهم منازلهم.
«1172» - كان مالك بن الريب مع سعيد بن عثمان بن عفان حين شخص إلى خراسان وكان له منه رزق واسع، فبينا هم في بعض الطريق افتقدوا صاحب إبل سعيد والذي يحلب لهم نوقه واحتاجوا إلى اللبن، فقال مالك لبعض غلمان سعيد: أدن مني الفلانة- ناقة كانت لسعيد غزيرة- فأدناها منه فاحتلبها، فإذا أحسن الناس حلبا وأغزره درة، فانطلق الغلام فاخبر بذلك سعيدا فقال سعيد لمالك: هل لك أن تقيم في إبلي وأجزل لك الرزق إلى ما أرزقك، وأضع عنك الغزو؟ فقال مالك: [من الطويل]
وإني لأستحيي الفوارس أن أرى ... بأرض العدى بوّ المخاض الروائم
وإني لأستحيي إذا الحرب شمّرت ... أن أرخي دون الحرب ثوب المسالم
(وبعدها أبيات تتضمن العزم ذكرت مع أمثالها في مكان آخر من هذا الباب) .
«1173» - قيس بن الخطيم: [من الطويل]
ومنّا الذي آلى ثلاثين ليلة ... عن الخمر حتى زاركم في الكتائب [1]