وإني وإياكم كمن نبّه القطا ... ولو لم ينبّه باتت الطير لا تسري
أناة وحلما وانتظارا بهم غدا ... فما أنا بالواني ولا الضّرع الغمر
أظنّ صروف الدهر والجهل منكم ... ستحملكم منّي على مركب وعر
«1161» - قطري بن الفجاءة: [من البسيط]
يا ربّ ظل عقاب قد وقيت بها ... مهري من الشمس والأبطال تجتلد
وربّ يوم حمى أرعيت عقوته ... خيلي اقتسارا وأطراف القنا قصد
ويوم لهو لأهل الخفض ظلّ به ... لهوي اصطلاء الوغى وناره تقد
مشهرا موقفي والحرب كاشفة ... عنها القناع وبحر الموت يطّرد
وربّ هاجرة تغلي مراجلها ... نحرتها بمطايا غارة تخد
تجتاب أودية الأفراع آمنة ... كأنها أسد يقتادها أسد
فإن أمت حتف أنفي لا أمت كمدا ... على الطعان وقصر العاجز الكمد
ولم أقل لم أساق الموت شاربه ... في كأسه والمنايا شرّع ورد
«1162» - وقال أبو سعيد السكري: بلغني أن أبا دلف لحق أكرادا قطعوا في عمله، وقد أردف فارس منهم رفيقا له خلفه فطعنهما جميعا فأنفذهما، فتحدّث الناس أنه أنفذ بطعنة واحدة فارسين، فلما قدم من وجهه دخل إليه بكر بن النطاح فأنشده: [من الكامل]
قالوا وينظم فارسين بطعنة ... يوم اللقاء ولا يراه جليلا
لا تعجبوا لو أنّ طول قناته ... ميل إذن نظم الفوارس ميلا