[1114]- كلّم المنصور أبا العباس السفاح في محمد بن عبد الله بن الحسن وأهله فقال: يا أمير المؤمنين أنّسهم بالإحسان، فإن استوحشوا فالشرّ يصلح ما عجز عنه الخير، ولا تدع محمدا يمرح في أعنّة العقوق. فقال: يا أبا جعفر أنا كذلك، ومن شدّد نفّر ومن لان تألّف، والتغافل من سجايا الكرام.

وما أحسن ما قال الأعشى [من الكامل المجزوء] .

مغض على العوراء لو ... لا الحلم غيّرها انتصاره

[1115]- كان المهديّ يحب الحمام، فأدخل عليه عتاب بن إبراهيم، فقيل له حدّث أمير المؤمنين، وكان قد بلغه استهتار المهدي بالحمام فقال:

حدثني فلان «1» عن فلان عن أبي هريرة رفعه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: لا سبق إلّا في حافر أو جناح، فأمر له بعشرة آلاف درهم، فلما قام [قال] المهدي وهو ينظر في قفا عتّاب: أشهد أن قفاك قفا كذّاب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإنما استحليت ذلك أنا، وأمر بالحمام فذبحت.

[1116]- اعتلت الخيزران فأراد الهادي ابنها الركوب إليها، فقال له عمر ابن بزيع: ألا أدلّك يا أمير المؤمنين على ما هو أنفع من عيادتها وأجلب لعافيتها؟ قال: بلى، قال: تجلس للمظالم، فقد احتاج الناس إلى ذلك.

فرجع وجلس ووجّه إليها: إني أردتك اليوم فعرض من حقّ الله ما هو أوجب فملت إليه، وأنا أجيئك في غد، إن شاء الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015