فما رأيت إلا مصلّيا أو مبتهلا أو ناظرا في مصحف أو معدّا للسلاح، فرجعت وقلت: ما أظنّ القوم إلا منصورين، وأخبرته بخبرهم فصفّق بيديه وبكى حتّى ظننت أنّه سينصرف. ثمّ قال: هم والله أكرم خلق الله وأحق بما في أيدينا منّا، ولكنّ الملك عقيم، ولو أنّ صاحب القبر- يعني رسول الله صلّى الله عليه وسلم- نازعنا الملك ضربنا خيشومه بالسّيف؛ ثمّ سار إليهم وفعل ما فعل. ولمّا احتضر محمّد بن سليمان كانوا يلقّنونه وهو يقول: [من الطويل]

ألا ليت أمّي لم تلدني ولم أكن ... شهدت حسينا يوم فخّ ولا الحسن

«566» - أتى امروء القيس قتادة بن التّوأم اليشكريّ وإخوته، فقال للحارث: أجز: [من الوافر]

أحار ترى بريقا هبّ وهنا

فقال الحارث:

كنار مجوس تستعر استعارا

فقال قتادة: [من الوافر]

أرقت له ونام أبو شريح ... إذا ما قلت قد هدأ استطارا

أبو شريح: كنية الحارث.

فقال الحارث: [من الوافر]

كأنّ هزيزه بوراء غيب ... عشار ولّه لاقت عشارا

فقال أخوهما الثالث: [من الوافر]

فلمّا أن علا شرفي أضاخ ... وهت أعجاز ريّقه فحارا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015