عليه ليلة من الليالي عربدة قبيحة فاطّرحه وجفاه مدّة، فوقف له على الطريق، فلما مرّ به وثب إليه وقال له: أيّها الوزير، ألا تكون في أمري كما قال عليّ بن الجهم: [من البسيط]
القوم إخوان صدق بينهم نسب ... من المودّة لم يعدل به نسب
تراضعوا درّة الصهباء بينهم ... فأوجبوا لرضيع الكأس ما يجب
لا يحفظون على السّكران زلّته ... ولا يريبك من أخلاقهم ريب
فقال له سليمان: قد رضيت عنك رضا صحيحا، فعد إلى ما كنت عليه من ملازمتي.
«1090» - قال إسحاق: دخلت على المأمون يوما فوجدته حائرا معكّرا غير نشيط، فأخذت أحدّثه بملح الأحاديث وطرفها أستميله حتى يضحك أو ينشط فلم يفعل، وخطر ببالي بيتان فأنشدته إيّاهما، وهما: [من الطويل]
ألا علّلاني قبل نوح النوائح ... وقبل نشوز النّفس بين الجوانح
وقبل غد يا لهف نفسي على غد ... إذا راح أصحابي ولست برائح
فتنبّه كالمتفزّع ثم قال: من يقول هذا، ويحك؟ فقلت: أبو الطّمحان القينيّ يا أمير المؤمنين، فقال: صدق والله، أعدهما عليّ، فأعدتهما حتى حفظهما، ثم دعا بالطعام فأكل، ثم دعا بالشراب فشرب، وأمر لي بعشرين ألف درهم.
«1091» - قال ابن الأعرابيّ: كنّا مع محمد بن الجنيد الجبلي [1] أيام الرشيد، فشرب ذات ليلة، فكان صوته: [من الخفيف]