«22» - بعث صاحب الروم إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم رسولا وقال: انظر أين تراه جالسا، ومل إلى جانبه، وانظر ما بين كتفيه حتى الخاتم والشامة، فقدم ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأعلى نشز واضعا قدميه في الماء، وعن يمينه علي عليه السلام. فلما رآه صلّى الله عليه وسلّم قال:
تحوّل فانظر ما أمرت به. فنظر ثم رجع إلى صاحبه فأخبره الخبر، فقال: ليعلونّ أمره وليملكنّ ما تحت قدمي. تفاءل بالنّشز العلوّ وبالماء الحياة.
«23» - ولما توارى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يريد الهجرة، خرجت قريش بمعقل بن أبي كرز الخزاعي، فوجدوا أثره عليه السلام، فقال معقل: لم أر وجه محمد قط، ولكن إن شئتم ألحقت لكم هذا الأثر. قالوا: قل، قال: هو الذي في مقام إبراهيم. فبسط أبو سفيان بن حرب ثوبه عليه وقال: قد خرفت وذهب عقلك.
«24» - اختلف رجلان من القيّافة يوم الصدر في أثر بعير فقال أحدهما:
هو جمل، وقال الآخر: هي ناقة فإذا بعير واقف فاستدار به، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ فنظر فإذا هو خنثى، وقد أصابا جميعا.
25- عجب بعض الكتّاب من إلحاق القافة الولد بالشبه. فقال له قائف:
أعجب من هذا ما يبلغنا من تمييزكم الخطوط.
«26» - وروى المدائني أن عليا عليه السلام بعث معقل بن قيس الرياحي من المدائن في ثلاثة آلاف، وأمره أن يأخذ على الموصل ويأتي نصيبين ورأس العين حتى يأتي الرقة فيقيم بها. فسار معقل فنزل الحديثة، فبينا هو ذات يوم جالس إذ نظر إلى كبشين ينتطحان حتى جاء رجلان وأخذ كل واحد منهما كبشا فذهب به. فقال شداد بن أبي ربيعة الخثعمي- وكان زاجرا-: تنصرفون في وجهكم هذا فلا تغلبون ولا تغلبون، قالوا: وما علمك؟ قال: أو ما رأيتم الكبشين