الزجاج صدع السلطان، ستذهب الشمس بملك مروان، بقوم من الترك أو خراسان، ذلك عندي واضح البرهان. فو الله ما ورد لذلك شهران حتى ورد خبر أبي مسلم.

[صوت ذي الرمة]

- أنشد ذو الرمة شعرا له وصف فيه الفلاة وهو بالثعلبية. فقال له حليس الأسدي: إنك لتنعت الفلاة نعتا لا تكون منيتك إلا بها. قال: وصدر ذو الرمة عن أحد جفري بني تميم، وهما على طريق الحاجّ من البصرة، فلما أشرف على الفلاة قال: [من الطويل]

إني لعاليها وإني لخائف ... لما قال يوم الثعلبيّة حلبس

فقال: إن هذا آخر شعر قاله.

فلما توسّط الفلاة نزل عن راحلته فنفرت منه، ولم تكن تنفر، وعليها طعامه وشرابه، فكلما دنا منها نفرت حتى مات. فيقال إنه قال عند ذلك:

[من الطويل]

ألا أبلغ الركبان عني رسالة ... أهينوا المطايا هنّ أهل هوان

فقد تركتني صيدح بمضلّة ... لساني ملتاث من الطّلوان

وذكروا أن ناقته وردت على أهله، فركبها أخوه وقصّ أثره حتى وجده ميّتا، ووجد هذين البيتين مكتوبين على قوسه، وقد قيل في موته غير هذا، وليس هذا موضع ذكره.

[كثير والمرأة الخزاعية]

«20» - وقيل إن كثّيرا تعشّق امرأة من خزاعة يقال لها أمّ الحويرث، فشبب بها. وكرهت أن يسمع بها فيفضحها كما فضح عزة. فقالت له: إنك رجل فقير لا مال لك، فابتغ مالا يعفى عليك، ثم تعال فاخطبني كما يخطب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015