لكنت قد ذهبت إلى شيء عجيب غريب؛ أما قولك: «يغيب من لطف فيها ولم يغب» ، فمن قول البحتري: [من الكامل]

يخفي الزجاجة لونها فكأنّها ... في الكفّ قائمة بغير إناء

وأما البيت الثاني فأكثر من أن ينبّه عليك فيه، وأما الثالث فمن قول ابن المعتز:

[من البسيط]

أبقى الجديدان من موجودها عدما ... لونا ورائحة في غير تجسيم

وأما البيت الأخير، فمن قول مسلم بن الوليد: [من الطويل]

أغارت على كفّ المدير بلونها ... فصاغت له منها أنامل من ذبل

وقوله أيضا: [من الطويل]

إذا مسّها الساقي أعارت بنانه ... جلابيب كالجاديّ من لونها صفرا

وفيه عيب يقال له التوكّؤ، وهو تكريرك ذكر الراح، وأنت مستغن عنه، قال:

فماذا كنت أنت تسدّ مكان الراح، قلت:

كنت أقول: «صاغت ليمناه أطرافا من الذهب» .

وأنشدته لنفسي دون أن أعلمه: [من الطويل]

معتقة يعلو الحباب جنوبها ... فتحسبه فيها نثير جمان

رأت من لجين راحة لمديرها ... فجادت له من عسجد ببنان

ثم أنشد يصف بستانا: [من البسيط]

تفيض بالماء منه كلّ فوّهة ... فكلّ فوارة بالماء تنذرف

كأنّها بين أشجار منوّرة ... ظلّت بمستحسن اللبلاب تستجف

مجامر تحت أثواب مجلّلة ... على مشاجبها دخانها يهف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015