«1142» - وقال الأحنف: الشريف من عدّت سقطاته. قال النابغة:

«أيّ الرّجال المهذّب» . وقالوا: كلّ صارم ينبو، وكلّ جواد يكبو. ومنه قول الآخر: [من الطويل]

«هو السيف إلا أنّ للسيف نبوة»

1143- وكان الأحنف حليما سيّدا، يضرب به المثل، وقد عدّت له سقطات. فمن ذلك أنه نظر إلى خيل لبني مازن وقال: هذه خيل ما أدركت بالثار ولا نقضت الأوتار؛ فقال له سعيد بن العلقم المازني: أمّا يوم قتلت أباك فقد أدركت بثأرها. فقال الأحنف: لشيء ما قيل: دع الكلام حذر الجواب.

وكانت بنو مازن قتلت أبا الأحنف في الجاهلية.

«1144» - ومن سقطاته أنّ عمرو بن الأهتم دسّ إليه رجلا يسفّهه، فقال:

يا أبا بحر من كان أبوك في قومه؟ قال: كان من أوسطهم لم يسدهم ولم يتخلّف عنهم، فرجع إليه ثانية ففطن أنه من قبل عمرو، فقال: ما كان مال أبيك؟ قال:

كانت له صرمة [1] يمنح منها ويقري ولم يكن أهتم سلّاحا.

«1145» - ولما خرج الأحنف مع مصعب أرسل إليه بمائة [2] ألف درهم، ولم يرسل إلى زبراء جاريته بشيء، فجاءت حتى تقدّمت بين يدي الأحنف ثم أرسلت عينيها، فقال لها: ما يبكيك؟ فقالت: ما لي لا أبكي عليك إذا [3] لم تبك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015