«602» - ومنها: «تسمع بالمعيديّ خير من أن تراه» ، قاله النعمان بن المنذر للصقعب بن عمرو النهدي. هذا قول ابن الكلبي، وزعم أن قضاعة ابن معدّ، ونهد بطن من قضاعة؛ وأما المفضل فقال: إنّ المثل للمنذر بن ماء السماء قاله لشقة بن ضمرة النهشليّ، فقال له شقة: أبيت اللّعن إن الرجال ليسوا بجزر يراد منهم الأجسام، وإنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه، ذهبت مثلا، وأعجب المنذر ما رأى من بيانه وعقله، فسماه باسم أبيه وقال: أنت ضمرة بن ضمرة.

53- ما جاء في ضد ذلك

من شواهد الكتاب العزيز في هذا المعنى قوله تعالى: فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ

(الأحقاف: 24) . وقوله تعالى: وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ

(الأنبياء: 111) .

«603» - ومن أمثال العرب: «ربّ صلف تحت الراعدة» ، والصلف قلّة الخير، والراعدة السحابة ذات الرعد. وقال أعرابي: ربّ مونق موبق. ومثله لشاعر ينهى عن تزوّج الحسناوات: [من البسيط]

ولن تمرّ بمرعى مونق أبدا ... إلا وجدت به آثار مأكول

وقد تقدّم ذكر قوله صلّى الله عليه وسلم: «إياكم وخضراء الدمن» .

وقال رجل من عبد القيس: [من الرمل]

جامل الناس إذا ما جئتهم ... إنما الناس كأمثال الشّجر

منهم المذموم في منظره ... وهو صلب عوده حلو الثّمر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015