وهو اثنان وعشرون نوعا:
هذا الباب تتداخل معانيه، ويتضمّن كلّ بيت منه صحبة أخيه. فإن فصل وأضيف كلّ معنى إلى بابه، انقطع البيت عن قرينه، وتبدّد نظام تأليفه وترتيبه، فذهبت بهجة الكلام وسلب رونقه، وعلى ذلك فقد أفردت منه عشرين نوعا ميّزتها لحاجة شاهد إن دعت إليها وهي:
شدّة الغرام والوجد، الإعراض والصدّ والهجر، الشوق والنزاع، ذكر الوداع، المسرّة باللقاء عند الإياب، الطيف والخيال، الرقّة والنحول، البكاء والهمول، إحماد المواصلة ولذة العناق، شكوى البين والفراق واحتمالهما، الأرق والسّهاد، تعاطي الصّبر والتجلّد، العذول والوشاة والرقيب، وصف المحبوب، طيب الأفواه، وصف الثغر، إسرار الهوى وإعلانه، عشق الحلائل، غزل العبّاد وتساهلهم، أخبار من قتل بالكمد.
وما عدا ذلك على كثرة فنونه وعدد ضروبه جعلته بابا واحدا، وأتبعته بفصل من نوادر هذا الباب، على ما شرطته في أول الكتاب. وقد تجيء أبيات وأخبار تتضمن عدة معان من الأنواع المفردة، فلا أرى حلّ نظامها وتفريق التئامها، فأضيفها إلى الفصل العام، وأثبتها في بعض الأنواع إذا كان يتضمن معنى منها، محافظة على أن تلج الأسماع متصلة لم تسلب حسن ازدواجها، وترد على القلوب مكسوّة رونق ألفتها واصطحابها، والله الموفّق للصواب.