الجزء السادس
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله محيي الأموات، وجامع الرّفات، مقدّر الآجال، ومقرّب الآمال، خالق الموت والحياة ليبلو أحسن الأعمال، وجاعل الشّيب نذيرا بالزّوال، نقل الإنسان في عمره أطوارا، وجعل حالتيه من قوّة وضعف ذكرى له واعتبارا، فكان الشباب ليلا يغطي على جهله واستتارا، والشّيب نهارا يستضيء به «1» ووقارا. أحمده على ما أسبغ من إنعامه فغمر، وأسأله توفيق من عمّر فتذكّر، وأن يعفو عمّا جنته سكرات الصّبا وغرّاته، وجرّته حوادث الهوى ونزعاته، وأن ينبهنا لبوادر الشّيب وفجآته، ويوقظنا لنوازله وفجعاته، ويلهمنا استعدادا يقضي بحسن الخاتمة، ويفضي إلى كرم رحمته الواسعة، وصلواته على محمد سيّد البشر، المكرّم بالشّفاعة في المحشر، الذي سبقت بمبعثه النّذر والآيات، ودلّت عليه قبل وجوده المعجزات، وامتدّت الأعناق وهو في المهد لنبوّته، وبشّر شيبة الحمد أنه من ولده وذرّيّته، وعلى آله الأكرمين وصحابته.