ملحق [قصيدة في تحريض اللخميين على قتال أسرى الغسانيين]

[1] كانت حرب بين ملوك الشام وهم غسان، وملوك العراق وهم لخم، فظفر الغسانيون باللخميين وقتلوا منهم جماعة. ثم في آخر السنة التقوا في ذلك الموضع، وقد كان جمع اللخميون جمعا عظيما فظفروا بالغسانيين وأسروا منهم جماعة، وأراد ملكهم البقيا عليهم فقام إليه رجل من قومه، وكان قد قتل له أخ، يحرضه على قتلهم وقال: [من البسيط]

ما كل يوم ينال المرء ما طلبا ... ولا يسوغه المقدار ما وهبا

وأحزم الناس من إن نال فرصته ... لم يجعل السبب الموصول مقتضبا

وأنصف الناس في كل المواطن من ... يسقي المعادين بالكأس الذي شربا

وليس يظلمهم من راح يضربهم ... بحدّ سيف به من قبلهم ضربا

والعفو إلا عن الاكفاء مكرمة ... من قال غير الذي قد قلته كذبا

قتلت عمرا وتستبقي يزيد لقد ... رأيت رأيا يجر الويل والحربا

لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها ... إن كنت شهما فألحق رأسها الذنبا

هم جردوا السيف فاجعلهم له جزرا ... وأضرموا النار فاجعلهم لها حطبا

واذكر لمنجاهم مثوى أبي كرب ... وجيش آل عدي عندهم حقبا

أمست تضرب بالبلقاء هامته ... ونحن نستعمل اللذات والطربا

أنم حقودا لنا فيهم مماطلة ... وما تنام اذا لم تنبه الغضبا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015