وقد يهجى جزاء عن فعل خصّ الهاجي ولم يعمّ، وليس في ذلك كلّه عار يلحق الأعقاب، ولا في الوقوف عليه غيبة يحصل بها العقاب.
242- أهدي إلى سيف الدولة صدقة بن منصور بن مزيد الأسديّ كتاب ففتحه لينظر فيه، فوقعت عينه منه على هجاء بني أسد، فأطبقه وقال: [من الطويل]
وما زالت الأشراف تهجى وتمدح
«243» - قال المتوكل لأبي العيناء: كم تمدح الناس وتذمّهم، قال: ما أحسنوا أو أساؤا. وقد رضي الله عن عبد فمدحه فقال: نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ
(ص: 30، 44) وغضب على آخر فزنّاه، فقال له: ويحك أيزنّي الله أحدا؟! فقال: نعم قال الله عزّ وجلّ: مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ
(القلم: 12- 13) والزنيم الملصق بالقوم وليس منهم، هو مأخوذ من الزّنمة، والزنمتان ما تدلّى في حلق المعز، وقيل من آذانها.
«244» - قال دعبل في المأمون بعد البيعة وقتل الأمين: [من الكامل]
إنّي من القوم الذين هم هم ... قتلوا أخاك وشرّفوك بمقعد
شادوا بذكرك بعد طول خموله ... واستنقذوك من الحضيض الأوهد
فقال المأمون: ويحه ما أبهته!! متى كنت خاملا وفي حجر الخلافة ربيت، وبدرّها رضعت.
«245» - وقد أحسن الزبرقان بن بدر إلى الحطيئة وأكرم ضيافته في سنة غبراء حطمت الأموال وذهبت بالخفّ والحافر، فوعده بنو أنف الناقة القريعيّون،