[من الوافر]

ألا موت يباع فأشتريه ... فهذا العيش ما لا خير فيه

ألا رحم المهيمن روح عبد ... تصدّق بالوفاة على أخيه

فرثى له رفيقه وأحضر له بدرهم ما سكّنه، وتحفظ الأبيات، وتفارقا. فترقت حال المهلبي إلى الوزارة، وأخنى الدهر على الرفيق، فتوصّل إلى إيصال رقعة إلى حضرته فيها: [من الوافر]

ألا قل للوزير فدته نفسي ... مقال مذكّر ما قد نسيه

أتذكر إذ تقول لضنك عيش ... ألا موت يباع فأشتريه

فلما قرأ الرقعة تذكره، وهزته أريحية الكرم، فأمر له في عاجل الحال بسبعمائة درهم، ووقّع تحت رقعته مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ

(البقرة: 261) ثم قلده عملا يرتفق به ويرتزق منه.

«175» - وقال أوس بن حجر: [من الطويل]

فإني رأيت الناس إلّا أقلّهم ... خفاف العهود يكثرون التنقّلا

بني أمّ ذي المال الكثير يرونه ... وإن كان عبدا سيّد الأمر جحفلا

وهم لمقلّ المال أولاد علّة ... وإن كان محضا في العمومة مخولا

«176» - كان زيد بن علي بن الحسين كثيرا ما يتمثل: [من السريع]

شرّده الخوف وأزرى به ... كذاك من يكره حرّ الجلاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015