المؤمنين فحسب العنز [1] أن تقرب من الذئب، وعلى ذلك فقد عقد الله عزّ وجلّ لي من العهد، وكتب لي من العمر، وسبّب لي من الرزق، ما لا يقدر أحد دونه تبارك وتعالى على قطعه عنّي دون مدته، ولا صرفه عن مواقعه المحتومة، فقدر الله يجري على ما قدّره فيما أحبّ الناس وكرهوا، لا تعجيل لآجله، ولا تأخير لعاجله، والناس بعد ذلك يكسبون [2] الأوزار، ويقترفون [3] الآثام على أنفسهم من الله عزّ وجلّ ما يستوجبون العقوبة عليه. وأمير المؤمنين أحقّ بالنظر في ذلك والحفظ له، والله يوفّق أمير المؤمنين لطاعته، ويحسّن له القضاء الأمور بقدرته.

وكتب في آخر كتابه: [من الطويل]

أليس عظيما أن أرى كلّ وارد ... حياضك يوما صادرا بالنوافل

وأرجع محدود الرجاء مصرّدا ... بتحلئة عن ورد تلك المناهل

فأصبحت مما كنت آمل منكم ... وليس بلاق ما رجا كلّ آمل

كمقتبض يوما على عرض هبوة ... يشدّ عليها كفّه بالأنامل

«76» - وقال الوليد أيضا: [من الوافر]

فإن تك قد مللت القرب منّي ... فسوف ترى مجانبتي وبعدي

وسوف تلوم نفسك إن بقينا ... وتبلو الناس والاخوان بعدي

فتندم بالذي فرّطت فيه ... إذا قايست بي ذمي وحمدي

«77» - وقال أيضا: [من الطويل]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015