لهم عزّ إنصاف وذلّ [1] تواضع ... بهم ولهم ذلّت رقاب المعاشر
كأنّ بهم وصما يخافون عاره ... وما وصمهم إلّا اتّقاء المعاير
«58» - ذكر أعرابيّ رجلا فقال: كان ينطق ليفهم، ويخالط ليعلم، ويصمت ليسلم، ويخلو ليغنم، لا يخصّ بأمانته الأصدقاء، ولا يكتم شهادته الأعداء، ولا يعمل بشيء من الحقّ رئاء، ولا يتركه حياء، إن زكّي خاف ما يقولون، واستغفر الله لما لا يعلمون.
«59» - وقال أبو دهبل يمدح ابن الأزرق: [من الكامل المرفل]
عقم النساء فما يلدن شبيهه ... إنّ النساء بمثله عقم
متهلّل بنعم وغير مباعد ... سيّان منه الوفر والعدم
نزر الكلام من الحياء تخاله ... ضمنا وليس بجسمه سقم
«60» - وقال النابغة الذبيانيّ: [من الطويل]
لله عينا من رأى أهل قبّة ... أضرّ لمن عادى وأكثر نافعا
وأعظم أحلاما وأكثر سيّدا ... وأكرم مشفوعا إليه وشافعا
متى تلقهم لا تلق للبيت غرّة ... ولا الجار محروما ولا الأمر [2] ضائعا