وجوها لو أنّ المدلجين اعتشوا بها ... صدعن الدّجى حتى ترى الليل ينجلي
«30» - قال يعقوب بن داود: ذمّ رجل الأشتر فقال له رجل من النّخع:
اسكت فإنّ حياته هزمت أهل الشام، وموته هزم أهل العراق.
«31» - أغار عروة بن الورد على بعض أحياء العرب فأصاب امرأة منهم فنكحها فأولدها: ثم انه فادى بها من بعد، وخيّرها بين المقام مع ولدها والرجوع إلى قومها، فاختارت قومها. ثم أقبلت عليه وقالت: يا عروة، إني أقول فيك وإن فارقتك الحقّ، والله ما أعلم امرأة من العرب وضعت سترها على بعل خير منك: أغضّ طرفا، وأقلّ فحشا، وأجود يدا، وأحمى لحقيقة. وما مرّ يوم مذ كنت عندك إلّا والموت فيه أحبّ إليّ من الحياة بين قومك، لأني لم أكن أشاء أن أسمع امرأة من قومك [1] تقول: قالت أمة عروة كذا وكذا إلا سمعته، والله لا أنظر في وجه غطفانيّة أبدا، فارجع راشدا إلى ولدك وأحسن إليهم.
«32» - وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمتمم بن نويرة: صف لي أخاك، فإني أراك تمدحه، قال: كان أخي يجلس بين المزادتين النضوحين في الليلة القرّة معتقلا الرمح الخطل، عليه الشملة الفلوت، يقود الفرس الحرون، فيصبّح أهله ضاحكا مستبشرا.
الخطل: الطويل المضطرب. الفلوت: التي لا تنضمّ على الرجل لقصرها.