«1119» - وفخر أعرابي بقومه فقال: كانوا والله إذا اصطفّوا تحت القتام، خطرت [1] بينهم السهام، بشؤبوب الحمام. وإذا تصافحوا بالسيوف فغرت المنايا أفواهها [2] . فربّ قرن عارم قد أحسنوا أدبه، وحرب عبوس قد ضاحكتها أسنّتهم، وخطب شئز [3] قد ذلّلوا مناكبه، ويوم عماس قد كشفوا ظلمته بالصّبر حتى ينجلي. إنما كانوا كالبحر الذي لا ينكش غماره، ولا ينهنه تيّاره.
الشئز: القلق، والعماس: الشديد، وينكش: ينزح.
1120- سأل معاوية بعد الاستقامة عبد الله بن الحجر بن عبد المدان، وكان عبد المدان وفد على النبي صلّى الله عليه وسلم فسمّاه عبد الله، فقال معاوية: كيف علمك بقومك؟ قال: كعلمي بنفسي. قال: فما تقول في النّخع؟ قال: مانعو السرب، ومسعّرو الحرب، وكاشفو الكرب. قال: فما تقول في بني الحارث ابن كعب؟ قال: فراجو اللّكاك [4] ، وفرسان العراك، ولزاز العكاك، من براك براك. قال: فما تقول في سعد العشيرة؟ قال: مانعوا الضيم، وبانو الريم [5] ، وشاتو الغيم. قال: فما تقول في جعفيّ؟ قال: فرسان الصباح، ومعلمو الصفاح، ومبارو الرماح. قال: فما تقول في بني أسد؟ قال: كماة الذياد، صبر عند الطّراد. قال: فما تقول في جنب؟ قال: كفاة يمنعون من الحريم، ويفرجون عن الكظيم. قال: فما تقول في صداء؟ قال: سمام الأعداء ومساعر الهيجاء. قال: فما تقول في رهاء؟ قال: ينهون عادية الفوارس، ويردون الموت