وقد علم الأحياء من كلّ موطن ... إذا عدّت الأحياء أنّا كرامها
وأنا إذا الحرب العوان تضرّمت ... تليها إذا ما الحرب شبّ ضرامها
الى الله تشكو عزّنا الأرض فوقها ... وتعلم أنّا ثقلها وغرامها
شكتنا إلى الله العزيز فأسمعت ... قريبا وأعيا من سواه كلامها
نصول بحول الله في الأمر كلّه ... إذا قيل [1] من مصدوعة ما التئامها
«1113» - لما ولي خالد بن عبد الله القسري العراق قدمها منه أشدّ خلق الله عصبية على نزار. قال لبطة بن الفرزدق: فلبس أبي من صالح ثيابه وخرج يريد السلام على خالد، فقلت له: يا أبت، إنّ هذا الرجل يمان، وفيه من العصبية ما قد علمت، فإن دخلت إليه فأنشده مديحك لأهل اليمن لعلّ الله أن يأتيك منه بخير، فإنك قد كبرت عن الرحلة. فجعل لا يردّ عليّ شيئا حتى دفعنا إلى البوّاب، وأذن له، فدخل وسلم فاستجلسه ثم قال: إيه يا أبا فراس، أنشدنا مما أحدثت، فأنشده: [من البسيط]
يختلف الناس ما لم نجتمع لهم ... ولا خلاف إذا ما استجمعت مضر
فينا الكواهل والأعناق تقدمها ... فيها الرءوس وفيها السمع والبصر
ومن يمل يملأ المأثور قلته ... بحيث يلقى حفافي رأسه الشعر
أما الملوك فإنا لا نلين لهم ... حتى يلين لضرس الماضغ الحجر
ثم قام. فلما خرجنا قلت له: أهكذا أوصيتك؟ فقال: اسكت لا أمّ لك فما كنت قط أملأ لقلبه منّي الساعة.