علما، وأكثرهم جهادا، عليّ بن أبي طالب، ومن نسائهم [1] أفضلهنّ، خديجة بنت خويلد، أول من آمن بالله وصلّى القبلة، ومن بناته أفضلهنّ وسيدة نساء أهل الجنة، ومن المولودين في دين الاسلام الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة. ثم قد علمت أنّ هاشما ولد عليا مرّتين [عبد المطلب ولد الحسن مرتين] وأن رسول الله صلّى الله عليه وسلم ولدني مرتين من قبل جديّ الحسن والحسين. فما زال الله يختار لي حتى في النار [2] فولدني أرفع الناس درجة في الجنة وأهون أهل النار عذابا، فأنا ابن خير الأخيار، وابن، خير الأشرار، وابن خير أهل النار، وابن سيد أهل الجنة. ولك عهد الله إن دخلت في بيعتي أن أؤمنك على نفسك وولدك، وكلّ ما أصبته، إلا حدّا من حدود الله، وحقا لمسلم أو معاهد، فقد علمت ما يلزمك في ذلك، فأنا أوفى بالعهد منك وأحرى بقبول الأمان. فأما أمانك الذي عرضته عليّ فأيّ الأمان هو؟ أأمان ابن هبيرة، أم أمان عمك عبد الله بن علي، أم أمان أبي مسلم، والسلام.
فكتب إليه المنصور: بسم الله الرحمن الرحيم: من عبد الله [عبد الله] أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد الله [3] أما بعد، فقد أتاني كتابك وبلغني كلامك، فاذا جلّ فخرك بالنساء، لتضلّ به الجفاة والغوغاء، ولم تجعل [4] النساء كالعمومة، ولا الآباء كالعصبة والأولياء. ولقد جعل الله العمّ أبا وبدأ به على الولد الأدنى فقال جل ثناؤه عن نبيه صلّى الله عليه وسلم (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ)
(يوسف: 38) .
كذا ذكر المبرد وجاءت الرواية، وليست الحجة كما ذكره في هذه الآية لان إسحاق عليه السلام جد يوسف هذا. وانما حجته في قوله سبحانه وتعالى: