«354» - وروى بعض أصحاب عليّ عليه السلام قال: دخلنا عليه وبين يديه طبق من خوص عليه قرص أو قرصان من خبز شعير، وإنّ أشطاب النّخالة لتبين في الخبز، وهو يكسره على ركبته [1] ، ويأكله بملح جريش، فقلنا لجارية له سوداء يقال لها فضّة: ألا نخلت هذا الدقيق لأمير المؤمنين؟ فقالت: يأكل هو المهنّا ويكون الوزر في عنقي، فتبسّم عليّ عليه السلام وقال: أنا أمرتها أن لا تنخله. قلنا: فلم يا أمير المؤمنين؟ قال: ذاك أجدر أن يذلّ النفس، ويقتدي بي المؤمن، وألحق بأصحابي.

355- وقال سلمان الفارسي: قسمت الدنيا على درهمين: أبتاع بأحدهما خوصا والآخر طعاما، فأعمل الخوص، وإلى أن ينفد طعامي [أكون] قد عملت الخوص فأبيعه بدرهمين فأبتاع بأحدهما طعاما والآخر خوصا.

356- يقال [2] : من لزم العفاف هانت عليه موجدة الملوك.

357- قيل للزهريّ: ما الزهد؟ قال: ليس هو تقشّف الجلد ولا خشونة المطعم ولكن ظلف النفس عن محبوب الشهوات.

«358» - قال عليّ عليه السلام: لا تجاهد في الطلب جهاد المغالبة، ولا تتّكل على القدر اتّكال المستسلم، فإنّ ابتغاء الفضل من السنّة، والإجمال في الطلب من العفة.

«359» - قال عيسى عليه السلام للحواريين: أنتم أغنى من الملوك، قالوا:

كيف؟ قال: لأنكم لا تطلبون وهم يطلبون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015