«235» - أتى وائل بن حجر النبيّ صلّى الله عليه وسلم فأقطعه أرضا وقال لمعاوية: اعرض هذه الأرض عليه واكتبها له، فخرج مع وائل في هاجرة شاوية، ومشى خلف ناقته، وقال له: أردفني على عجز راحلتك، قال: لست من أرداف [1] الملوك، قال: فاعطني نعليك، قال: ما بخل يمنعني يا ابن أبي سفيان ولكن أكره أن يبلغ أقيال اليمن أنك لبست نعلي، ولكن امش في ظلّ ناقتي فحسبك بها شرفا. وهذا من كبر الجاهليّة المستهجن. قال: ثم إنّ وائلا لحق زمن معاوية ودخل عليه فأقعده معه على سريره [2] وحدّثه.
«236» - قال عديّ بن أرطأة لإياس بن معاوية: إنك لسريع المشية، قال ذاك أبعد من الكبر وأسرع في الحاجة. وهو منقول من قول عمر رضي الله عنه وقد قيل له مثله فقال: هو أنجح للحاجة، وأبعد من الكبر، أما سمعت قول الله عزّ وجلّ: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ)
(لقمان: 19) .
«237» - خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر [3] وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلس فإني سمعت رسول الله عليه السلام يقول:
من أحبّ أن يتمثّل [4] له الناس قياما فليتبوّأ مقعده من النار.