[210]- قال «1» ابن شهاب الزهري شهدت عليّ بن الحسين يوم حمله إلى عبد الملك بن مروان من المدينة إلى الشام، فأثقله حديدا، ووكل به حفّاظا في عدّة وجمع، فاستأذنتهم في التسليم عليه والتوديع له فأذنوا لي، فذخلت عليه وهو في قبّة والقيود في رجليه والغلّ في يديه، فبكيت وقلت: وددت أني مكانك وأنت سالم، فقال: يا زهري أوتظنّ هذا مما ترى عليّ وفي عنقي يكربني؟ أما لو شئت ما كان، فإنه إن بلغ منك ومن أمثالك «2» ليذكرني عذاب الله، ثم أخرج يديه من الغلّ ورجليه من القيد، ثم قال: يا زهري لا جزت معهم على ذا ميلين «3» من المدينة. قال: فما لبثت إلّا أربع ليال حتّى قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة، قال: فلمّا وجدوه «4» ، فكنت فيمن سألهم عنه، فقال لي بعضهم: إنا نراه متبوعا، إنه لنازل ونحن حوله لا ننام لنرصده، إذ أصبحنا نفتقده فما وجدنا بين محمليه إلا حديده. قال الزهريّ: وقدمت بعد ذلك على عبد الملك، فسألني عن عليّ بن الحسين فأخبرته، فقال: إنه قد جاء في يوم فقده الأعوان، فدخل عليّ فقال: ما أنا أنت، فقلت: أقم عندي، قال: لا أحبّ، ثم خرج فو الله لقد امتلأ «5» ثوبي منه خيفة؛ قال الزهريّ فقلت: يا أمير المؤمنين ليس عليّ بن الحسين حيث يظنّ، إنه مشغول بنفسه، قال: حبذا شغل مثله. قال: وكان الزهريّ إذا ذكر عليّ بن الحسين يبكي ويقول: زين العابدين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015