والآيتان، وعلى هذا يكون (هوى) بمعنى نزل.
«148» (و) وقوله سبحانه (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)
(القيامة: 1- 2) [معناه] أقسم بيوم القيامة (والنفس اللوّامة) تفسيرها: أنّ كلّ نفس تلوم صاحبها في الآخرة إن كان عمل شرّا لامته نفسه، وإن كان عمل خيرا لامته على ترك الاستكثار منه. واختلفوا في تفسير (لا) فقال بعضهم: هي لغو وإن كانت في أول السورة، لأنّ القرآن كلّه كالسورة الواحدة لأنه متصل بعضه ببعض، فجعلت «لا» ها هنا بمنزلتها في قوله (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ)
(الحديد: 9) والمعنى لأن يعلم أهل الكتاب وقال بعض النحويين: (لا) ردّ لكلام، كأنهم أنكروا البعث فقال: لا، ليس الأمر على ما ذكرتم، أقسم بيوم القيامة أنكم مبعوثون، دلّ على الجواب قوله: بلى قادرين أن نجمعهم، قادرين على أن نسوّي بنانه.
(ز) وقوله تعالى (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً. فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً. وَالنَّاشِراتِ نَشْراً.
فَالْفارِقاتِ فَرْقاً. فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً)
(المرسلات: 1- 5) جاء في التفسير:
(والمرسلات) الرياح أرسلت كعرف الفرس، وكذلك (فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا) الرياح تأتي بالمطر كما قال عزّ وجلّ (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ)
(الأعراف: 57) (فالفارقات فرقا) الملائكة جاءت بما يفرق بين الحقّ والباطل، وكذلك (فالملقيات ذكرا) .
وقيل: (المرسلات) الملائكة أرسلت بالمعروف، وقيل كعرف الفرس، وقيل (العاصفات) الملائكة، تعصف بروح الكافر. والباقي إلى آخر الآيات يعنى به الملائكة.
وقيل: (والمرسلات عرفا) يعني به الرسل.