وكل ذلك يراعيه التخطيط القويم والإعداد الجيد.
جـ- العلاقة بين التدريب والتطبيق:
هناك فجوة كبيرة بين التدريب والتطبيق في عالمنا الإسلاميّ المعاصر، إذ أن عدة عوامل تضافرت لتؤدي إلى هذا الأمر، ولا أجد مساغاً لذكرها هاهنا، فكم من متدرب على أمر بذل فيه جهده وصرف فيه زماناً طويلاً من عمره، حتى إذا تخرّج فيه واستعد لتطبيق ما مَرِن عليه إذا به يُضطر للعمل في مجال آخر، والأمثلة من عالمنا الإسلامي أكثر من أن تحصر، فهذا طبيب ماهر ذكي أعرفه درس في كلية الطب وبذل لها وقتاً ثميناً وصرف فيها خلاصة شبابه، حتى إذا فرغ من سنة الامتياز وأقبلت عليه الوظائف أمره أبوه أمراً جازماً أن يتولى إحدى شركاته ليعمل في مجال لهم يعهده من قبل، ولم يأنس في نفسه ميلاً إليه، فضُرب بعُرض الحائظ كلُّ ما بذل من جهد وأنفق من وقت.
وآخر درس الهندسة النووية سنوات طويلة وتخرج فيها ((دكتوراً)) وحاز أعظم الشهادات الغربية، حتى إذا عاد إلى بلاده صدم بالحقيقة المرة وهي أنه لا يستطيع أن يطبق ما تدرب عليه طويلاً في بلاد الغرب، وإذا لا يستطيع أن يطبق ما تدرب عليه طويلاً بالحقيقة المرة وهي أنه لا يستطيع أن يطبق ما تدرب عليه طويلاً في بلاد الغرب، وإذا بالمعامل غير المعامل، وإذا بالعقبات توضع أمامه، هذا الذي درس زماناً طويلاً وصرف على الدراسة والتدريب زهرة شبابه وأجمل