إليه النبي صلى الله عليه وسلم من العفو والمنّ بغير مقابل (?) ويشير النووي إلى الحكمة النبوية في هذا العفو والملاطفة فيقول: " هذا من تأليف القلوب وملاطفة لمن يرجى إسلامه من الأشراف الذين يتبعهم على إسلامهم خلق كثير " (?) .

وبعد فتح مكة أعلن عليه الصلاة والسلام العفو عن عامة أهل مكة، وهم الذين عرفوا فيما بعد بالطلقاء لمنه صلى الله عليه وسلم عليهم فلم يعاقبهم صلى الله عليه وسلم عملًا بقوله سبحانه: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126] (?) فقد روى الترمذي عن أبي بن كعب قال: «لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلا ومن المهاجرين ستة فيهم حمزة فمثلوا بهم، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يومًا مثل هذا لنُرْبِيَنّ عليهم، قال: فلما كان يوم فتح مكة فأنزل الله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126] فقال رجل: لا قريش بعد اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كفوا عن القوم إلا أربعة» (?) فكانت عاقبة ذلك إسلام كثير من هؤلاء الطلقاء.

ومن السبل التي سلكها صلى الله عليه وسلم تأليف القلوب بالمصاهرة، فقد روى الإمام أحمد عن عروة بن الزبير «عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015