أصحابه من أجل نصرة الإسلام وموالاة أهله (?) فهاجر صلى الله عليه وسلم امتثالًا لأمر ربه، وبراءة من الشرك وأهله وحينما نهى عن الاستغفار للمشركين في قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113] (?) أي ما ينبغي لهم ذلك وهو خبر بمعنى النهي (?) فانتهى صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لعمه أبي طالب، وتبرأ من الشرك وأهله.

وحينما نُهي عن الصلاة على أهل النفاق في قوله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 84] (?) انتهى وتبرأ منهم؛ لأنهم فقدوا أصل الإيمان وهو التوحيد.

وكما كان براؤه من أجل التوحيد، فقد كان ولاؤه صلى الله عليه وسلم من أجل التوحيد، مهتديًا بقول الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 71] (?) .

وقوله سبحانه: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55] (?) .

وقد جاءت السنة تبين محبته صلى الله عليه وسلم لأهل التوحيد، فقد صرَّح صلى الله عليه وسلم بذلك لأحدهم يوم خيبر، حيث قال: «لأعطين هذه الراية غدا رجلًا يفتح الله على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015