وخرج أبو النعيم، وغيره، من رواية عبد الرحمن بن حاطب، قال عمر رضي الله عنه الله عنه لكعب: خوفنا، قال: والذي نفسي بيديه، إن النار لتقرب يوم القيامة، لها زفير وشهيق، حتى إذا دنت وقربت، زفرت زفرة، ما خلق الله من نبي ولا شهيد، إلا وجب لركبتيه ساقطاً، حتى يقول كل نبي، وكل صديق، وكل شهيد: اللهم لا أكلفك اليوم إلا نفسي، ولو كان لك يا ابن الخطاب عمل سبعين نبياً، لظننت أن لا تنجو.

قال عمر: والله إن الأمر لشديد.

ومن رواية شريح بن عبيد قال: قال عمر لكعب: خوفنا، قال: والله لتزفرن جهنم زفرة، لا يبقى ملك مقرب، ولا غيره، إلا خر جاثياً على ركبتيه، يقول: رب نفسي نفسي، وحتى نبينا محمد، وإبراهيم، وإسحاق، عليهم الصلاة والسلام، قال: فأبكى القوم حتى نشجوا.

وفي رواية مطرف بن الشخير، عن كعب، قال: كنت عند عمر، فقال: يا كعب، خوفنا، فقلت يا أمير المؤمنين، إن جهنم لتزفر يوم القيامة زفرة، لا يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل، إلا ساجداً على ركبتيه، حتى إن إبراهيم خليله عليه السلام ليخر جاثياً، ويقول: نفسي نفسي، لا أسألك اليوم إلا نفسي، قال: فأطرق عمر ملياً، قال: قلت: يا أمير المؤمنين، أولستم تجدون هذا في كتاب الله عز وجل؟ قال عمر: كيف؟ يقول الله عز وجل في هذه الآية:

{يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون} .

وكان سعيد الجرمي، يقول في موعظته، إذا وصف الخائفين، كأن زفير النار في آذانهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015