إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} .
فوصفهم الله عند الذنوب بالاستغفار، وعدم الإصرار وهو حقيقة التوبة النصوح.
وقريب من هذه الآية قوله تعالى:
{فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة * فك رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة * ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة * أولئك أصحاب الميمنة} .
والعقبة قد فسرها ابن عباس بالنار، وفسرها ابن عمر بعقبة في النار كما تقدم، فأخبر سبحانه أن اقتحامها، وهو قطعها مجاوزتها، يحصل بالإحسان إلى الخلق، إما بعتق الرقبة، وإما بالإطعام في المجاعة، والمطعم إما يتيم من ذوي القربى أو مسكين قد لصق في التراب فلم يبق له شيء، ولا بد مع هذا الإحسان أن يكون من أهل الإيمان، والآمر لغيره بالعدل والإحسان، وهو التواصي بالصبر والتواصي بالمرحمة، وأخبر سبحانه أن هذه الأوصاف أوصاف أصحاب الميمنة.
وأما أهل النار، فقد قسمهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث خمسة أصناف:
الصنف الأول: الضعيف الذي لا زبر له، ويعني بالزبر القوة والحرص على ما ينتفع به صاحبه في الآخرة من التقوى والعمل الصالح.
وخرج العقيلي من حديث أبي هريرة مرفوعاً إن الله يبغض المؤمن الذي لا زبر له قال بعض رواة الحديث:
يعني الشدة في الحق.
ولما حدث مطرف بن عبد الله بحديث عياض بن حمار هذا وبلغ قوله: «الضعيف الذي لا زبر له» فقيل له: أو يكون هذا؟ قال: نعم، والله لقد أدركتهم في الجاهلية،