إليها وإلى ما أعد لأهلها، قال ارجع إليه، فقال: وعزتك، لا يسمع بها أحد إلا دخلها، فأمر بها فحفت بالمكاره، فقال: ارجع إليها، فانظر إلى ما أعددت لأهلها، قال: فرجع إليها، فإذا هي قد حفت بالمكاره فرجع إليه، فقال: وعزتك، لقد خفت ألا يدخلها أحد، قال: فاذهب إلى النار فانظر إلى ما أعددت لأهلها، فإذا هي يركب بعضها بعضاً، فرجع إليه فقال: وعزتك، لا يسمع بها أحد فيدخلها، فأمر بها فحفت بالشهوات، فقال: ارجع إليها فقال: وعزتك، لقد خشيت ألا ينجو منها أحد إلا دخلها» .
فتبين بهذا، أن صحة الجسد وقوته وكثرة المال والتنعم بشهوات الدنيا والتكبير والتعاظم على الخلق، وهي صفات أهل النار ذكرت في حديث حارثة بن وهب، هي جماع الطغيان والبغي، كما قال تعالى:
{كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى}
والطغيان وإيثار الحياة الدنيا وشهواتها من موجبات النار، كما قال تعالى: {فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى} .
وأما الضعف في البدن، والآستضعاف في الدنيا من قلة المال والسلطان، مع الإيمان فهو جماع كل خير، ولهذا يقال: من العصمة أن لا تجد، فهذه صفة أهل الجنة، التي ذكرت في حديث في حديث حارثة.
وقد روي نحو حديث حارثة، من وجوه متعددة، وفي بعضها زيادات.