قال كعب: إن في جهنم تنانير، ضيقها كضيق زج رمح أحدكم، ثم يطبق على أناس بأعمالهم، وقد سبق ذكره.
قال آدم بن أبي إياس: أنبأنا المسعودي، عن يونس بن خباب، عن ابن مسعود، قال: إذا بقي في النار من يخلد فيها، جعلوا في توابيت من نار، فيها مسامير من نار، ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت من نار، ثم قذفوا في نار الجحيم، فيرون أنه لا يعذب في النار غيرهم، ثم تلا ابن مسعود
{لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون} .
وخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر، عن ابن مسعود، وعنده: فلا يرى أن أحداً يعذب في النار غيره.
وروى المنهال بن عمرو، عن نعيم ـ وقيل: إنه بن الدجاجة ـ عن سويد بن عفلة، قال: إذا أراد الله أن ينسى أهل النار، جعل للرجل صندوقاً على قدره من النار، ولا ينبض عرق إلا فيه مسمار من نار، ثم تضرم فيه النار، ثم يقفل بقفل من نار، ثم يجعل ذلك الصندوق في صندوق من نار، ثم تضرم بينهما نار ثم يقفل ثم يطرح ـ أو يلقى ـ في النار، فذلك قوله تعالى:
{لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} .
وقوله تعالى: {لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون} .
قال: فما يرى أن في النار أحداً غيره، خرجه البيهقي، وخرجه أبو نعيم، إلا أن عنده عن المنهال عن خيثمة عن سويد فذكره.
وربما يبتلى أهل النار بأنواع من الأمراض الحادثة عليهم، وقد سبق عن شفي بن ماتع، أن في جهنم لسبعين داء، كل داء مثل جزء من أجزاء جهنم.