مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: القتل في سبيل الله مكفر كل شيء ـ أو قال يكفر الذنوب ـ إلا الأمانة، يؤتى بصاحب الأمانة، فيقال له: أد أمانتك، فيقول: أنى يا رب وقد ذهبت الدنيا؟ فيقال: اذهبوا به إلى الهاوية، فيهوي فيها، حتى ينتهي إلى قعرها، فيجد الأمانة هناك كهيئتها، فيحملها ويضعها على عنقه، فيصعد بها في نار جهنم، حتى إذا رأى أنه قد خرج منها، زلت عن منكبيه فهوت، فهوى في أثرها أبد الآبدين» .
قال: «والأمانة في الصلاة، والأمانة في الصوم، والأمانة في الحديث ـ قال: ـ وأشد ذلك الودائع» .
قال: فلقيت البراء فقلت: ألا تسمع إلى ما يقول أخوك عبد الله؟ قال: صدق.
قال شريك: وحدثنا عياش العامري، عن زاذان، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنحو منه، ولم يذكر الأمانة في الصوم والأمانة في كل شيء، كذا رواه إسحاق الأزرق، عن شريك مرفوعاً، ورواه منحاب بن الحارث، عن شريك موقوفاً، وكذا رواه أبو الأحوص عن الأعمش، فوقفه على ابن مسعود، وزاد فيه في خصال الأمانة: الكيل والميزان والغسل من الجنابة.
وروى عاصم، عن أبي صالح، قال: إذا ألقي الرجل في النار، لم يكن لمنتهى حتى يبلغ قعرها، ثم تجيش به جهنم، فترفعه إلى أعلى جهنم، وما على عظامه مزعة لحم، فتضربه الملائكة بالمقامع، فيهوي بها إلى قعرها، فلا يزال كذلك.
أو كما قال.
خرجه البيهقي.
وفي هذا المعنى يقول ابن المبارك رحمه الله في صفة النار:
تهوي بسكانها طوراً وترفعهم ... إذا رجوا مخرجاً من غمها قمعوا