حمة، من حية وعقرب وغير ذلك، فيستنقع، فيؤتى بالآدمي، فيغمس فيها غمسة واحدة، فيخرج وقد سقط جلده ولحمه عن العظام، ويتعلق جلده ولحمه في عقبية وكعبيه، ويجر لحمه، كما يجر الرجل ثوبه.
وقال السدي: الغساق: الذي يسيل من أعينهم من دموعهم، يسقونه مع الحميم.
وروى دراج، «عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: لو أن دلواً من غساق، يهرق في الدنيا، لأنتن أهل الدنيا» خرجه الإمام أحمد والترمذي والحاكم وصححه.
وقال بلال بن سعد: لو أن دلواً من الغساق، وضع على الأرض، لمات من عليها.
وعنه قال: لو أن قطرة منه، وقعت على الأرض، لأنتن من فيها.
خرجه أبو نعيم.
وقد صرح ابن عباس، في رواية عنه، ومجاهد، بأن الغساق ههنا هو البارد الشديد البرد.
ويدل عليه قوله تعالى:
{لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا * إلا حميما وغساقا} .
فاستثنى من البرد الغساق ومن الشراب الحميم.
وقد قيل: إن الغساق هو البارد المنتن، وليس بعربي.
وقيل: إنه عربي، وإنه فعال من غسق، يغسق، والغاسق: الليل، وسمي غاسقاً لبرده.
النوع الثالث: الصديد: ـ قال مجاهد في قوله تعالى:
{ويسقى من ماء صديد} .
قال: يعني القيح والدم، وقال قتادة: {ويسقى من ماء صديد}