ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون * حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين * ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون} .
قال معمر، عن سعيد الجريري فيلا هذه الآيات: بلغنا أن الكفار إذا بعث يوم القيامة من قبره، شفع بشيطانه، فلم يفارقه حتى يصيرهما الله إلى النار، فذلك حين يقول:
{يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين} .
وقال أبو الأشهب عن سعيد الجريري، عن عباس الجشمي: إن الكافر إذا خرج من قبره، وجد عند رأسه مثل السرحة المحترقة شيطانة فتأخذه بيده، فتقول: أنا قرينتك، أدخل أنا وأنت جهنم، فذلك قوله: {يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين} خرجها ابن أبي الحاتم وغيره، والسرحة: شجرة كبيرة.
وقد أخبر الله تعالى عن حنق الكفار على من أضلهم بقوله:
{وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين} .
فإذا قرن أحدهم بمن أضله في العذاب، كان أشد لعذابه، فإن المكان المتسع، يضيق على المتباغضين، فكيف باقترانهما في المكان الضيق.
وأخبر الله تعالى عن اختصام الكفار مع من كان معهم من الشياطين، ومن عبدوه من دون الله تعالى.
قال الله تعالى:
{وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون * قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين * وما