والإرجاء في اللغة: التأخير، قال تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} (لأعراف:111) .
وإنما سمي المرجئة بذلك لأنهم أخروا العمل عن الإيمان وقالوا العمل ليس جزءا من الإيمان.
ثم افترق المرجئة إلى فرق، قسم قالوا: الإيمان المعرفة فقط.
وقسم قالوا: إنه مجرد التصديق.
وقسم قالوا: إنه مجرد النطق.
وقسم قالوا: إنه مجرد النطق والاعتقاد.
وهم متفاوتون في الإرجاء، متفوقون على إخراج العمل من مسمى الإيمان. وبقدر حظهم من الإرجاء والغلو فيه يستحقون من الوصف الذي ذكره الناظم.
ووجه اللعب والمزح بالدين على ضوء هذه العقيدة: أن الفاسق إذا قيل له: إيمانك مثل إيمان النبي صلى الله عليه وسلم فهل يقبل على الدين؟ أم أنه سيقول إذا كان إيماني تاماً كاملاً وهذه حالي مثل إيمان النبي صلى الله عليه وسلم فما الحاجة إلى الالتزام بالدين، فتكون النتيجة إذاً هي اتخاذ الدين لهواً ولعباً، والغلاة من المرجئة يقولون: كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة فإنه لا يضر مع الإيمان ذنب، وهذا قول في غاية الخبث والفساد، وهو سبيل لترك الصلوات ومنع الزكاة وترك الصيام والحج وغير ذلك من الطاعات وذريعة لفعل الفواحش