ثم انتقل الناظم إلى ذكر قولين باطلين في المسألة فقال:

(ولا تعتقد رأي الخوارج ... )

(لا تعتقد) لا تؤمن ولا تدن. (رأي الخوارج) عبر عنه بأنه رأي؛ لأنه رأي من نتائج عقولهم ومن نسج أفكارهم لا يقوم على دليل من الكتاب والسنة.

والخوارج إنما سموا بذلك لأمرين:

1- أنهم خرجوا على الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكفروه وناصبوه العداء.

2- أنهم خرجوا على السنة ففارقوها سواء فيما يتعلق بولي الأمر أو بالمسائل الأخرى.

فالناظم يحذر من الخوارج وقد صحت الأحاديث في التحذير منهم قال الإمام أحمد صحت من عشرة أوجه. فهو يحذر من رأي الخوارج عموماً، ومن رأيهم في مرتكب الكبيرة خصوصاً، فإن مذهبهم في مرتكب الكبيرة أنه بذلك يكون كافراً خارجاً من الملة وهو يوم القيامة من المخلدين في النار أبد الآباد.

والمعتزلة قالوا بقول الخوارج في حكم مرتكب الكبيرة واختلفوا في شيء واحد. فاتفقوا أنه يخرج من الإيمان وأنه يخلد يوم القيامة في النار. وخالفوهم في مسألة التنصيص على أنه كافر فقالت المعتزلة ليس بمؤمن وليس بكافر بل هو في منزلة بين المنزلتين فحقيقة قولهم: ليس عنده شيء من الإيمان ولم يدخل في الكفر. وفي الحقيقة مؤدى المذهبين واحد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015