اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فيأتون محمداً صلى الله عليه وسلم فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي عز وجل ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول: أمتي يا رب أمتي يا رب فيقال يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ثم قال والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير أو كما بين مكة وبصرى".1
ويدخل في عموم قول الناظم: (للخلق شافع) الإيمان بجميع أنواع الشفاعات الواردة المختصة بالنبي صلى الله عليه وسلم مثل شفاعته لأهل الجنة بدخول الجنة وشفاعته لعمه أبي طالب بأن يخفف عنه العذاب، وشفاعته لأهل الكبائر ممن استحقوا دخول النار بأن لا يدخلوها، ومن دخلها منهم بأن يخرج منها، وهذه الشفاعة يشاركه فيها الأنبياء والصالحون والملائكة.
(وقل في عذاب القبر حق موضح) أي آمن وصدق بعذاب القبر. (والقبر) مفرد جمعه قبور وأقبر، وهو من نعم الله ومنته على بني آدم أن هداهم لهذا الأمر تكريماً وإحساناً، قال الله تعالى: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} (عبس:21) أي: جعل له قبراً يوارى فيه بدنه إكراماً له وتفضلاً عليه، ولم