مضرة ولا فتنة مضله" وهو دعاءٌ ثابت عن النبي1 صلى الله عليه وسلم من حديث عمار بن ياسر ـ رضي الله تعالى عنه ـ أما الكفار فلا يرونه كما في قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} (المطففين:15)
ولئن كان حجب الكفار عن رؤية الرب العظيم نوعاً من العقوبة، فإن تمكين المؤمنين منها أجل هبة وأعظم عطية.
(جهرة) أي عياناً جهاراً ليس بينهم وبين الله ما يحجبهم عنه (كما البدر لا يخفى) البدر: هو القمر ليلة الرابع عشر عندما يمتلئ نوراً، وعندما لا يكون بيننا وبينه سحاب، فإن المؤمنين يرونه جميعاً ولا يحتاجون إلى تضام وتزاحم لرؤيته شأن الأشياء الدقيقة، وكذلك لا يتضارون في رؤيته فلا يحصل لأحد ضرر في رؤيته، وكل ذلك يؤكد أن الرؤية تكون حقيقة وبيسر وسهولة، فإن الشمس والقمر يراهما الناس بأبصارهم رؤيةً حقيقية دون عنت أو مشقة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ... " 2، والكاف للتشبيه ولكن ليس التشبيه هنا للرب بالقمر أو الشمس ـ تعالى الله عن ذلك ـ وإنما التشبيه هنا للرؤية بالرؤية؛ لأن الكاف دخلت على الرؤية وهي فعل العبد، فالتشبيه للرؤية بالرؤية، وليس للمرئي بالمرئي، أي كما أن رؤية القمر تكون للناس حقيقةً عياناً بأبصارهم، فكذلك رؤية الله تكون حقيقية عياناً بأبصارهم.