فهؤلاء الأعلام ـ أعني أئمة أهل السنةـ اتقوا الله بلزوم السنن والطاعات وبترك النواهي والمحدثات، وأعظم ما تركوه وابتعدوا عنه الكفر والبدع والمحدثات والتي منها القول بخلق القرآن وإضافةً إلى ما فيه من كفر وضلال فقد ترتب عليه من المفاسد والأخطار عند من قال به شيء كثير؛ ولذلك ترتب على قول الجهمية به امتهان لكلام الله وعدم مبالاة به؛ لأنه بزعمهم مخلوق من المخلوقات.

(وأفصحوا) : أي إضافة إلى أنهم دانوا بذلك واعتقدوه بقلوبهم فقد أفصحوا به وصرحوا به وأبانوه وقرروه في المجالس ووضحوه، وانصروا له، ولا سيما عندما يعلن أهل الباطل باطلهم ويصرحون بضلالهم.

ولهذا ينقل عن أبي إسحاق الإسفراييني أنه كان كل جمعة يقف ويقول القرآن كلام الله غير مخلوق خلافاً لقول الباقلاني، وذلك حتى لا يظن من يأتي بعدنا أننا على معتقده؛ وذلك لأنه كان في عصره، نقل ذلك عنه شيخ الإسلام في (شرح العقيدة الأصفهانية) .

وهذا أي الإفصاح قد مضى عليه أهل السنة في تآليفهم، فما تجد كتاباً مؤلفاً في الاعتقاد إلا وفيه التصريح بذلك والإفصاح به، بل أفردوا في ذلك كتباً ومصنفات.

قال:

(ولاتك في القران بالوقف قائلاً ... كما قال أتباع لجهمٍ وأسجحوا)

بعد أن أنهى الناظم الكلام على المسألة الأولى بدأ يرد على طائفة من طوائف الجهمية، وهم الواقفة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015