أزف الفراق فنحن سفر في غد ... بالبين من دعوى الترحل ننتجي

وهو المسير إلى الخليج لنية ... لولا "ابن يوسف" لم نشط فنخلج

فأعن على غزو العدو بمنطو ... أحشاؤه طى الكتاب المدرج

إما بأشقر ساطع أغشى الوغى ... منه بمثل الكوكب المتأجج

متسربل شية طلت أعطافه ... بدم فما تلقاه غير مضرج

أو أدهم صافى السواد كأنه ... تحت الكمي مظهر بيرندج

ضرم يهيج السوط من شؤبوبه ... هيج الجنائب من حريق العرفج

خفيت مواقع وطئه فلو أنه ... يجرى برملة "عالج" لم لم يرهج

أو أشهب يقق يضئ وراءه ... متن كمتن اللجة المترجرج

تخفى الحجول ولو بلغن لبانه ... في أبيض متألق كالدملج

أوفي بعرف أسود متغرببٍ ... فيما يليه وحافر فيروزجي

أو أبلق يلقى العيون إذا بدا ... من كل لون معجب بنموذج

جذلان تحسده الجياد إذا مشى ... عنقا بأحسن حلة لم تنسج

وأقب نهد للصواهل شطره ... يوم الفخار وشطره للشحج

لا ديزج يصف الرماد ولم أجد ... (حالا تحسن من رواء الديزج)

وعريض أعلى المتن لو عليته ... بالزئبق المنهال لم يترجرح

خاضت قوائمه الوثيق بناؤها ... أمواج تحنيب بهن مدرج

ولأنت أبعد في السماحة همة ... من أن تضن بموكف أو مسرج

* * * وقد حذا الصنوبري حذو البحتري في هذه المعاني, فقال يستهدي نعلا:

متى تتدارك نعلى ألا ... فقد ذهبت أو بدت تذهب

بسوداء ذات بريق تراه ... كالآل من فوقها يلعب

وإلا فصفراء كالشمس حي ... ن يجللها ثوبها المذهب

وإلا فبلقاء قد وشحت ... بنقش كما وشح المشجب

وإلا فدكناء عرسية ... يشاكلها العنبر الأشهب

وإلا فحمراء لون الشقي ... ق إن كان هذا فذا أغراب

وإلا فصهباء ما إن يزا ... ل ينافسها السوسن الأصهب

(ولو كنت أعرف خضراء قل ... ت كالماء دبجه الطحلب)

ومما يزينها في العيو ... ن كما زين الفرس المركب

شراك كخطافة رنقت ... تهم بشرب وما تشرب

وإلا كحمرة رفرفت ... فلا هي تنأى ولا تقرب

كأن عيون الدبى خرزها ... إذا ما بدا للدبى موكب

له شمسة سال كيمختها ... كما انقض من حالق كوكب

هي البكر يخطبها كفؤها ... كذا البكر أحسن ما يخطب

أبوها يمان ولكنها ... إلى السند في زيها تنسب

محذفة الوسط شابورة ... حكتها بآذانها الربرب

وفي وسطها طرة قصها ... على طرة العود بل أعجب

إذا أقبلت أدبرت حية ... وإن أدبرت أقبلت عقرب

وذا النعت يعزب إلا علي ... ك فأما عليك فما يعزب

* * * وعلى البحتري أيضا ومعانيه في القصيدة التي قدمنا عول المريمي, وقد استهدى تكة من ابن (عبد كان) كاتب أحمد بن طولون بقوله:

ياسيدي ومؤملي ... إن خفت من عنت الليالي

أشكو إليك مصيبتي ... في تكة كانت جمالي

لعب البلى بجديدها ... فكأنها دمن بوالي

ولديك منها عدة ... نخب من التكك الغوالي

فابعث بإحداهن لي ... حمراء مثل دم الغزال

أو جد بها صفراء مث ... ل الشمس في وقت الزوال

أو لا, فبيضاء القم ... يص كأنها رقراق آل

ومتى بعثت بها مور ... دة لعبدك لا يبالي

والخضر لون أشتهي ... هـ وأرتضيه بكل حال

ولئن أتت خمرية ... فقد اعتقدت بها وصالي

أو فلتكن زرقاء تش ... به زرقة الماء الزلال

وتجنب السوداء فه ... ى تعد في السقط الرذال

والعيش في منقوشة ... كأكف ربات الحجال

هبها وخذ حظي بها ... ألا تحل على حلال

قال: فأهدى إليه من كل لون ذكره عشر تكك.

* * * واستهدى البحتري من إبراهيم بن المدبر الكاتب غلاما روميا اسمه "ميخائيل" بشعر يقول فيه:

وقد زعموا أن ليس يغتصب الفتى ... على عزمه إلا الهدية والسحر

فإن كنت يوما لا محالة مهديا ... ففي المهرجان الوقت إذ فاتنا الفطر

وإن تهد "ميخائيل" ترسل بتحفة ... تقضى بها العتبى ويغتفر الوزر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015