التحف والظرف (صفحة 57)

فمن منقذي من لحاظ الظبا ... ولسع عقارب تلك الخدود

أذاب فؤادي عذل العذو ... ل على دنفي بالحسان القدود

لقد دق قول الورى في الهوى ... ووضع الوصال مكان الصدود

وقد أورق الحب بعد الذبو ... ل فأي خيارٍ لصبٍ وحيد

معذبتي هل فعال الملو ... ل يقوم مقام فعال الودود

ومن ذلك:

قلبي وعيشك ذو وجدٍ وذو سقمٍ ... والعين تذرف دمعاً وأكفا بدم

فقلت بحبك قد دام الغرام به ... موكلٌ بالأسى والضر والألم

يا من لمكتئبٍ بالحب مشتغف ... قد شاع ضر الهوى في اللحم والعظم

ومن ذلك:

قلت إذا قال رسول الحبي ... ب فيم أعلنت بالبكا والنحيب

يا رسول الحبيب حسبي الذي بي ... لا تلمني على اتصال الكروب

عمرك الله هل رأيت محباً ... لم يمت حسرة لبين الحبيب

ليس وصلي على الحبيب حرامٌ ... بل حرام هجر الحزين الكئيب

فإلى الله أشتكي ما بقلبي ... من غليلٍ وزفرةٍ ونحيب

لي حبيبٌ عليه أهلك ضراً ... لبلائي به وخوف الرقيب

يحسب الريح إن تنثني تثنيه ويحسن اعتداله للقضيب

تاه زهواً لطيبة الأصل والفر ... ع الذي قد زها بكل قضيب

قلت لم لا تشد بالوعد قلبي ... ولتكن يا هديت غير كذوب

قال لي القلب تستريح إلى الوعد سآتيك بالمعنى عن قريب

ومن ذلك:

لا عدت أشكو الهوى إلى أحدٍ ... سواك يا سيدي ويا سندي

ما بذل سري إلى سواك وقد ... علمت ما بي من شدة الكمد

قد أعظم الناس ما أكابده ... من ضر جسمي غذ خانني جلدي

قد قدر الله حكم ملكك لي ... يا غايتي في الورى ومعتمدي

فكن مجيري من الغرام ومن ... نارٍ تلظى بالجمر في كبدي

وإن أتحفوني قبل المساء بما ... أرجوه يا عدتي ويا عمدي

فأنت يا غايتي ويا أملي ... عن برء السقام من جسد

ومن ذلك:

قال ازدجر قلت إني غير مزدجرٍ ... لقد أضر الهوى بالسمع والبصر

فهل رسولٌ إلى مولاي يخبره ... أن العذول سعى والله في ضرري

يظن وصلي إذا ما سمته غرراً ... كما أرى صحبة الحسنا من الغرر

والله والله لا طاوعت ذا عذلٍ ... فيمن رضاه يزيد اليوم في عمري

أشكو إلى الله يوم الحب عن دنفٍ ... كنومة المرأة الخرقاء في السحر

أبكي عليه لأني كلما ذهبت ... إلى الوصال بدا لم أحظ بالظفر

لو أحسن النظر الظبي العزيز لنا ... لجاد، والنظر الإحسان للبشر

ولو أشار إلى عمري لجدت له ... بالسمع والبصر.... للعمر

قد صادني بعذارٍ لو رآه يدال ... خضرة الآس في روضٍ من الزهر

لا مجل الأسى حسناً بل يزيد على ... حسن الرياض وحسن الشمس والقمر

ومن ذلك:

فرحت بطيفٍ من أمامة زارني ... فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحبا

بمن قد أذاب القلب وجداً وحسرةً وأظهر لي بعد الوصال تجنبا

فقال تنبه زادك الله حسرةً ... فهذا إلى قلبي من الشهد أطيبا

فقلت وقاك الله من ألم الذي ... ألاقيه يا خير البرية منصبا

وأعطاك رب العرش ملكاً مجرداً ... وزادك منه ذو الجلال تغربا

فقد كنت أرجو منك قرباً فزدتني ... بعاداً فيا ويلي بقيت معذبا

وأظهرت لي بعد الوصال تناسياً ... ففي كبدي نارٌ تزيد تلهبا

فحتام تنوي لي صدودا وغلظة ... وتركا لمن قد هام شرقاً ومغربا

ومن ذلك:

قال المتيم حين ذاق غرامه ... والشوق منه وراءه وأمامه

من أين لي جلد على اللوم الذي ... قد طال منه فكن له وملامه

قد أكثر القشيري لومي في الهوى ... وخرجت لما أن سمعت كلامه

أما النهار إذا بدا قمرٌ له ... وإذا أتى ليلٌ رغبت ظلامه

كم حسرة دخلت فؤاد متيمٍ ... ووراءه وظن يلب مقامه

ما بال هجراني مع الترحال عن ... من لا يلذ شرابه وطعامه

ما حيلتي يا عاذلي رجلٌ عزا ... عني فكن أبداً تقود زمامه

وأظن لي وجد ومنزله جفا ... عني فدمعي قد بكيت سجامه

ومن ذلك:

قال المعنف لي لما شكوت له ... شوقي إلى من زها حسن على القمر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015