التحف والظرف (صفحة 20)

وعواذلي لاموا على ... صبري على الذل الطويل

ناديتهم ما بالكم ... تنهون عن فعل الجميل

ومن ذلك:

عليه معولي يوم الأنام ... وليس يحلف من فعل الأثام

دموعي أثرها في صحن خدٍ ... تخدده بطول الانسجام

أعاذل فليرض قلبي غرام ... فلست أحيد عن حكم الغرام

ملامك نعمة لا شك فيها ... فزدني ما استطعت من الملام

علام تلومني فيمن عليه ... ملام المستهام من الحرام

فدع لومي رعاك الله أو لم ... ودم واعدل وزدني في الدوام

فما في الأرض أشقى من كئيبٍ ... جفاه الحب من غير احترام

فلي قلبٌ عليه الضر وقف ... ولي طرفٌ جفا طيب المقام

ولي جسمٌ يراه الله نضوا ... به الأمثال تضرب في السقام

ولي مولى يرى وصلي حراماً ... ووصل الصب من شيم الكرام

تعالى الله خالقه هلالاً ... على غصنٍ بديعٍ في القوام

عجبت وقد أتى منه رسول ... فأولى ما بداني بالسلام

وقال يقول كن صباً رقيقاً ... لقلبك لا تذوب من الهيام

ومن ذلك:

لقد قال لي من تاه حسناً على البدر ... ودمعي دماً يجري على الخد والنحر

أتاني رسولٌ منك يحلف جاهداً ... بأنك قد ترعى النجوم إلى الفجر

فقلت له الله أن بمهجتي ... لجمر الغضا لا بل أحر من الجمر

فيا من يرى وصلي عليه محرماً ... وما في وصال الهائم الصب من ورد

خف الله في قتلي عليك مذلة ... وما لك في قتل المتيم من أجر

أجر هائماً صباً عليه مذلة ... يبيت ومنه القلب في أوثق الأسر

فأهل الهوى قد ألبسوا كل ذلة ... وأطهر أهل الحب من باء بالخسر

ويعجبهم سود الثياب لحربهم ... فذكر وهو في الناس من أطيب الذكر

ثياب البياض اليوم عار فإنها ... حرام على أهل التقاطر والهجر

لقد مات أهل العشق صبراً وكفنوا ... فلا تسكنوا أمواتكم ساحة القبر

لقد ضاقت الدنيا علي برحبها ... وما لي فيها من خلاصٍ إلى الحشر

ومن ذلك:

بعد خمسٍ للبين شاع خيالي ... في الورى من معذبي بالمطال

بت من أسعد البرية جدا ... إذ حباني منه لطيف الخيال

قلت وصل المتيمين من الفطر ... فارغب يا سيدي في الوصال

قال لي بعد تقليم أظفا ... رك فاصبر والصبر زين الرجال

قلت غير الأظفار تعني بهذا ... أنت قاتلي كذا بالدلال

صادني سيدي وقص جناحي ... ورماني لشقوتي بالنبال

أيها الشارب للمدامة صرفا ... ريقك العذب لي كمثل الزلال

لك في ذلتي ونتف جناحي ... راحة يا معنفي بالهزال

أجميل بأن ألام على فيض ... دمعي يجري لغير سجال

ما احتيالي يا ابن الكرام وحظي ... هابط طول دهره في اشتغالي

هل زوال الرجا أو حلق أطما ... عي من الصبر غير زم الجمال

يا عذولي إني لمن أعجز العا ... لم رأياً في هجر فرد الكمال

ويح طرفي فإنه قاد قلبي ... ودعاه إلى ورود الخيال

ختن القلب والختان طهور ... غير أن الفؤاد ليس بسال

ومن ذلك:

سأسكت يا مولاي عن طول شكواي ... حذاراً وخوفاً من شواتة أعداي

وما أنس لا أنس العذول وقوله ... سلوت ولا والله ما ذاك من رأي

أيجمل أن أصغي إلى قول عاذلٍ ... ونار الهوى تذكي بقلبي وأحشاي

فقد والنبي المصطفى ذبت حسرةً ... وأفنى الهوى صبري وأنحل أعضاي

على من يرى وصلي عليه محرماً ... ومن ملني ظلماً فأكثر بلواي

إلى الله أشكو من هو بغيتي ... ومن قربه فخري وديني ودنياي

يظن عليه الفخر ضربة لازبٍ ... وقد زاد في ذلي وبعدي وأقصاي

إذا كان صبري قد نأى وتجلدي ... فإن غرامي سيدي ليس بالناي

ولم يتختم في اليمين معذبي ... ويظهره ألا ليكثر من داي

فيا عاذلي في حب من أنا عبده ... دع العذول بالرحمن في حب مولاي

وقد رابني من لحاني يمينه ... بأن سلوي عنه أكبر أدواي

ومن ذلك:

قال المعنف لي حين طال تدللي ... ومدامعي تجري بسحٍ مسيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015