وَبَعَثَ بِهِمَا عَلَى بَعِيرٍ (?) .
ويتبين مما سبق ذكره أن سقيا زمزم شفاء للمرضى من كل داء، بإذن الله تعالى، وبأن من شربها لأي نية أو مطلب وقد صَلَح يقينه بتحقق ذلك فإن الله عزّ وجلّ يحقق له ما نواه، كما يستفاد: (أن فضل ماء زمزم هو لعَينِه لا لأجل البقعة التي هو فيها، ولهذا، فإن الصلحاء يشربونه ويحملونه معهم في أسفارهم اتباعًا له صلى الله عليه وسلم، فإنه أول من حمل زمزم عند رجوعه من حجَّ البيت تبرُّكًا به واستشفاءً) (?) .
أخي القارئ الكريم، قد علمت أن لزمزمَ - بإذن ربها - خاصية تحقيق المطلوب لشاربها، ومن ذلك عموم الاستشفاء بها من عموم الأدواء، لكنْ هي أيضًا يُسْتشفى بها من أمراض بعينها، ومن ذلك: أنها تبرد الحمى، وأن شُرْبها أو الادهان بها يُذهب الصداع، كما أن النظر في بئرها أو مائها يجلو بصر الناظر ويقويه.
أما إبراد الحمى، فلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَابْرُدُوها بِالْمَاءِ، أَوْ قَالَ: بِمَاءِ زَمْزَمَ (?) ، ويكون ذلك الإبراد بصب