عَسَلاً، ثم أتى الثانية، فقال: اسْقِهِ عَسَلاً، ثم أتاه الثالثة، فقال: اسْقِهِ عَسَلاً. ثم أتاه فقال: قد فعلتُ؟! فقال صلى الله عليه وسلم: صَدَقَ اللهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ، اسْقِهِ عَسَلاً، فسقاه فبرأ (?) .

[قال بعض العلماء بالطب: كان هذا الرجل عنده فضلات، فلما سقاه عسلاً - وهو حارٌ - تحللت، فأسرعت في الاندفاع، فزاد إسهاله، فاعتقد الأعرابي أن هذا يضره، وهو مصلحة لأخيه، ثم سقاه فازداد التحليل والدفع، ثم سقاه فكذلك، فلما اندفعت الفضلات الفاسدة المضرّة بالبدن استمسك بطنه، وصلح مِزاجُه، واندفعت الأسقام والآلام ببركة إشارته، عليه من ربِّه أفضل الصلاة والسلام] (?) .

[والغريب حقًا أن الأطباء في الأزمنة الغابرة كانوا يَرَوْن أن العسل يسبّب تليين البطن، ولذا فإنه لا يصلح لمعالجة الإسهال، وقد استنكر ابن خلدون في مقدمته مداواة المبطون بالعسل، واعتبر أن حدوث الشفاء هو من التأثير النفسي لإيمان الصحابي رضي الله عنه، وليس راجعًا لخصائص العسل. إلا أن الطب الحديث قد أثبت فائدة العسل في معالجة التهاب المعدة والأمعاء (النزلات المعوية) ، عند الأطفال، وقد تبين من خلال دراسة نشرتها المجلة الطبية البريطانية عام 1985م، فائدة العسل في علاج الإسهال الناتج عن غزو بكتيري، وكانت النتائج جيدة في هذا الصدد، وقد سبق ذلك دراسةٌ نُشرت في أعمال مؤتمر الطب الإسلامي عام 1982م، حول معالجة الإسهال المزمن بالعسل، وقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015