غيرها، وإنما نبَّه بها على أصول العلاج ... ثم إن تقرير النبي صلى الله عليه وسلم لجواز التداوي بالكيّ، ثم إعلامه بكراهته، فهو من جنس تركه صلى الله عليه وسلم أكل الضبِّ مع تقريره أكله على مائدته واعتذاره بأنه يعافه) . اهـ (?) .
ثالثًا: الوقاية مقدَّمة على العلاج:
أ- التداوي بالحِمْية:
إن الأمراض المادية إنما تكون - غالبًا - عن زيادة مادة أفرطت في البدن، وهي الأمراض الأكثرية، وسببها إدخال الطعام على البدن قبل هضم الأول، والزيادة في القدر الذي يحتاج إليه البدن، وتناول الأغذية قليلة النفع، بطيئة الهضم، والإكثار من الأغذية المختلفة التراكيب المتنوعة، فإذا ملأ الآدمي بطنه من هذه الأغذية، واعتاد ذلك، أورثته أمراضًا متنوعة، منها بطيء الزوال (مرض مزمن) ، وسريعه: (مرض عارض) ؛ فإذا توسَّطَ في الغذاء، وتناول منه قدر الحاجة، وكان معتدلاً في كميته وكيفيته، كان انتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير ... كما أن امتلاء البطن من الطعام مضر للقلب والبدن) (?) .
قال الله تعالى: { ... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ *} [الأعرَاف: 31] . قال الإمام ابن كثير رحمه الله في موضع تفسيره للآية الكريمة: (قال بعض السلف: جمع الله تعالى الطبَّ كلَّه في نصف آية) (?) . اهـ. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في بيان ذلك: (أرشد الله