- 738 -
وَقد ذكر فِيهَا أهم التفاسير فِي نظره فبدأها بتفسير الْكَشَّاف ثمَّ الْمُحَرر الْوَجِيز ثمَّ مَفَاتِيح الْغَيْب وَتَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ والآلوسي وَذكر بعض الْحَوَاشِي على الْكَشَّاف والبيضاوي وَتَفْسِير أبي السُّعُود والقرطبي وَتَقْيِيد الأبي على ابْن عَرَفَة وَتَفْسِير ابْن جرير ودرة التَّنْزِيل. ثمَّ قَالَ: ولقصد الِاخْتِصَار أعرض عَن الْعزو إِلَيْهَا.
فَكَأَنَّهَا مراجعه الأساسية.
وَلَقَد أخر مَا حَقه التَّقْدِيم فَجعل أَولهَا كتاب الْكَشَّاف المعتزلي وَجعل فِي آخرهَا كتاب ابْن جرير أعظم الْمُفَسّرين وعمدة السَّابِقين واللاحقين مِمَّا يُعْطي الانطباع بِأَن مَنْهَج الشَّيْخ عقلاني أَكثر مِنْهُ أثري.
ثمَّ قَالَ: وَقد ميزت مَا يفتح الله لي من فهم فِي مَعَاني كِتَابه وَمَا أجلبه من الْمسَائِل العلمية مِمَّا لَا يذكرهُ الْمُفَسِّرُونَ.
كَمَا وضح أَن فن البلاغة لم يَخُصُّهُ أحد من الْمُفَسّرين بِكِتَاب كَمَا خصوا أفانين الْقُرْآن الْأُخْرَى وَمن أجل ذَلِك الْتزم أَن لَا يغْفل التَّنْبِيه على مَا يلوح لَهُ مِنْهُ كلما ألهمه.
وأخيرًا فَهُوَ يمتدح كِتَابه بقوله: فَفِيهِ أحسن مَا فِي التفاسير، وَفِيه أحسن مِمَّا فِي التفاسير.
وَقد أتبع كَلَامه عَن تَفْسِيره بِعشر مُقَدمَات:
الأولى: فِي التَّفْسِير والتأويل وَتعرض فِيهِ لبَيَان أَن التَّفْسِير لَيْسَ علما إِلَّا على وَجه التسامح وناقش ذَلِك بمقدمات منطقية ترسم أبعادًا لمنهجه العقلاني الَّذِي يَتَّضِح من خلال مطالعة تَفْسِيره شَيْئا فَشَيْئًا.
وَقد أثنى فِي تِلْكَ الْمُقدمَة على تفسيري الْكَشَّاف وَابْن عَطِيَّة وَقَالَ: وَكِلَاهُمَا عضادتا الْبَاب ومرجع من بعدهمَا من أولي الْأَلْبَاب.
وسوف يَأْتِي ذكر بَقِيَّة الْمُقدمَات فِي غُضُون كلامنا عَن الْمنْهَج التفصيلي.
وَتَفْسِير التَّحْرِير والتنوير بعتير فِي الْجُمْلَة تَفْسِيرا بلاغيا بَيَانا لغويا عقلانيا