يوضح العلاقة بين النص وقائله، وبين النص والبيئة، كما يلقي بعض النظرات النافذة حول "التجربة الشعورية" لدى الشاعر، وحول "عاطفته" في هذا النص، ففي العلاقة بين النص وقائله يمكن للدارس أن يكتشف صورة الشاعر الفنية، وكيف دلت هذه الصورة عليه: من خلال ألفاظه التي انتقاها، وتراكيبه التي ألفها، وصوره التي نسجها، وموسيقاه التي اختارها؛ بحيث تصير هذه الخصائص سمتًا عليه، ومشيرة إليه، كما يمكن للدارس أيضًا أن يتعرف من خلال النص على مذهبه الأدبي وتوجهه الفني، وعلى ميوله الفكرية والعقدية.
وفي العلاقة بين النص والبيئة، يمكن للدارس أن يظهر -في دراسته- أثر البيئة في النص من خلال اختيار الشاعر لبعض الألفاظ التي تدل على هذه البيئة، سواء أكانت دالة على عادات وتقاليد ونظم وأعراف أم على أفكار ومعتقدات، أو من خلال اختيار الشاعر لموضوعات دون موضوعات، كان للبيئة تأثير فيه، مثل ظهور الغزل العذري في بوادي نجد، والصريح في الحجاز، والمديح والهجاء في العراق.
أما التجربة الشعورية، فتتجلى للدارس من خلال دراسته وتحليله للنص، فيعرف إن كانت ذاتية أو موضوعية، أو خيالية، كما يعرف إن كانت صادقة أو زائفة، أو كانت عميقة أو سطحية. كل هذه الجوانب الخاصة بالتجربة الشعورية لا بد من تجليتها وتحليلها حتى تبدو واضحة لا لبس فيها.
وأما العاطفة، فهي الانفعال بالتجربة الشعورية حبًّا أو بغضًا، تفاؤلًا أو تشاؤمًا، وتتجلى للدارس من خلال دراسة النص إن كانت هذه العاطفة صادقة أو زائفة، عميقة أو سطحية، قوية أو ضعيفة، مستمرة في النص كله، أو فقدت استمراريتها.