التحرير الادبي (صفحة 174)

"سلام عليك، أما بعد: فإنه لم تكن شدة إلا جعل الله بعدها فرجًا، ولن يغلب عسر يسرين1 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} 2.

2- فكتب إليه أبو عبيدة رضي الله عنه:

"سلام عليك، أما بعد: فإن الله تبارك وتعالى قال: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ، سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} .

فلم يلبث أن ورد البشير على عمر بفتح الله على أبي عبيدة وهَزْمِ المشركين3.

3- ومن نماذج الوصايا أيضًا ما كتبه عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن والي الكوفة:

كتبتَ إلي تسألني عن ناس من أهل الحِيرة، يسلمون من اليهود والنصارى والمجوس، وعليهم جزية عظيمة، وتستأذنني في أخذ الجزية منهم، وإن الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015